عزاء «علي جاسم» يختتم بمظاهرات و مواجهات في الديه وجدحفص

الوقت:

أصيب عدة أشخاص في المظاهرات التي اندلعت أمس ‘’الخميس’’ بين مئات المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب الذين انطلقوا من جدحفص في ختام مراسم عزاء الشاب علي جاسم الذي توفي الاثنين الماضي على خلفية مشاركته في مسيرة ‘’غير مرخصة’’.
كما أحرق المتظاهرون سيارة تابعة لقوات الأمن، بعد أن ألقوا عليها زجاجة حارقة، فيما استخدمت الشرطة الغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي، إضافة إلى بندقيات (الشوزن) في تفريق المتظاهرين.
وقد تعرض مصور صحيفة (الوسط) محمد المخرق للاختناق ونقل إلى المستشفى الدولي ومعه آخرون، بعضهم أصيب باختناق وآخر بطلقة (صجم) في الوجه تعذر على طبيب المستشفى الدولي إخراجها عن طريق الجراحة، وقرر استخدام أدوية تساعد على خروجها من وجه المصاب.
كما تعرض شاب كان متواجدا على رصيف الشارع لحادث مروري من سيارة مدنية تابعة للأمن، إثر تعرضها للرشق بالحجارة من المتجمهرين، وعندما حاول سائقها الهروب، اصطدم بالمصاب الذي خضع لعملية جراحية في مقدمة رأسه.
كما أفيد عن وجود حالتي اختناق لطفلين تعذر الوصول إليهما في بداية الأمر من قبل سيارة إسعاف مستشفى البحرين الدولي. في سياق متصل، ترددت أنباء تفيد باستيلاء متظاهرين على أسلحة رشاشة تخص رجال الشرطة في حادثة تعد الأولى من نوعها. وكانت المسيرة قد خرجت من مأتم المشرف بمنطقة جدحفص، حيث استهلها الأمين العام لحركة (حق) غير المرخصة حسن مشيمع بكلمة عزى فيها أهل الفقيد، وقال ‘’قد تختلف طريقة التعامل مع الحدث، لكنّ كلنا علماء وجمعيات وحركات سياسية في خندقٍ واحد، الموقف الذي يجب أن نتوحد فيه (...) يجب ألا ننجر وراء أي صراع داخلي’’. وطالب المشيمع بـ’’الابتعاد عن المهاترات ولنكن يداً واحدة وقلباً واحداً، فنحن في موقفٍ مشترك واحد، وكل ذلك من أجل المطالبة بضرورة تقديم من قتل هذا الإنسان الشريف إلى المحاكمة’’. وتابع ‘’حتى وإن اختلفت بعض المعالجات فإن قضية الشاب علي ليست خاصة بأهله بل قضية الشعب بأكمله’’، وفق ما قال. بعدها، خرجت المسيرة يتقدمها مشيمع والشيخ علي سلمان والشيخ علي أحمد الجدحفصي إضافة إلي عدد من النواب من كتلة الوفاق، وعند وصول المسيرة إلى المقبرة، ألقى ابن عمّ الفقيد كلمة رثاء نيابة عن أهالي المتوفى، موجها شكر العائلة إلى جميع المعزين والشخصيات والرموز الذين قدموا لهم واجب العزاء. لتنطلق بعدها المظاهرة إلى شوارع منطقة الديه وجدحفص بهتافات مناوئة، تلتها مواجهات بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب التي طوقت المنطقة بكاملها، ولم تسمح لأي شخص بالدخول، حتى ممثلي الصحف لعدم تمكن قوات الأمن من ضمان سلامتهم.

أعربت عن أسفها من البيانات والتصريحات المستعجلة
«الــداخليـة» تــدعــو الــى التحلــي بالموضــوعيــة وعــدم تشويــه الحقــائق
دعت وزارة الداخلية الجميع إلى الارتقاء لمستوى المسؤولية والتحلي بالموضوعية وعدم تشويه الحقائق، والبعد عن الإثارة والدفع بالأحداث باتجاه مزيد من العنف، واعتبار أن ما يحدث يستلزم التوقف والتثبت لمراجعة الأسباب.
وقالت في بيان لها أصدرته أمس إنها تابعت بأسف شديد بعض البيانات والتصريحات التي تتسم بالاستعجال وعدم الدقة في ما يتعلق بالأحداث الأخيرة، لاسيما تلك التي حاولت تبرير ارتكاب أفعال مخالفة للقانون وعابت على وزارة الداخلية حرصها على احترام وتطبيق القانون بادعاء أنه مناف للدستور، وهو أمر ليس لأحد أن يقرره إلا المحكمة المختصة بذلك.
ورأت وزارة الداخلية أن هذه البيانات والتصريحات المستعجلة لها آثار سلبية ولا تساعد على معالجة الأمر بحكمة وموضوعية.
وأكدت الوزارة أن ما شهدته الأيام الماضية من تظاهر وتجمع غير قانوني صاحبه إغلاق الطرقات العامة وحرق حاويات القمامة والإطارات قد أدى إلى ترويع أمن وسلامة المواطنين والمقيمين، الأمر الذي تطلب تدخل قوات حفظ النظام لوقف ومنع هذه الأفعال، إلا أن هذه القوات قوبلت بأعمال عنف من مرتكبي هذه الأفعال، إذ تم استعمال الزجاجات الحارقة (المولوتوف) وأسياخ الحديد والحجارة، الأمر الذي استدعى تدخل قوات حفظ النظام بالإجراء المناسب طبقاً للقانون، للقيام بواجبها في حفظ الأمن والنظام حمايةً للأرواح والممتلكات العامة والخاصة.
كما أكدت وزارة الداخلية مرة أخرى أنها تحرص على احترام القوانين وتعمل على تطبيقها التزاماً منها بالقيام بواجباتها في حماية الأمن والنظام، وتدعو الوزارة الجميع إلى احترام كافة قوانين المملكة ومؤسساتها الدستورية والقانونية عن طريق عدم استباق نتائج التحقيقات التي تجريها النيابة العامة بشأن الأحداث الأخيرة.
ورحبت الوزارة بكل من يسلك الطرق القانونية كوسيلة لإظهار الحقيقة عن طريق اللجوء إلى مؤسسات الدولة المختلفة وذلك لتأكدها من سلامة موقفها القانوني ولرغبتها في التعاون بشفافية لإظهار الحقيقة للرأي العام.
كما أكدت في ذات الوقت تصميمها وعزمها على مواجهة أي أحداث أو أفعال تمثل خروجاً على القانون يكون من شأنها المساس بالأمن والنظام العام.

شرطة الشمالية: المتظاهرون أحرقوا سيارة وسرقوا سلاحها
أكد مدير عام مديرية شرطة المحافظة الشمالية أن الأحداث الأخيرة تعد تصعيداً خطيراً يمس السلم الأهلي.
وأوضح أنه عقب كسر فاتحة الفقيد علي جاسم مكي، تجمع عدد من الأشخاص يقدر بنحو 500 شخص في منطقة جدحفص حيث خرجت مجموعة من المتجمعين لشارع البديع العام وذلك في نحو الساعة 40,4 مساء وبدأوا بتكسير وتخريب الممتلكات العامة والخاصة، وإشعال النيران في الحاويات وإغلاق الطريق العام وسد المنافذ، كما تعرض سوق جدحفص للحرق وكذلك تعرضت سيارة مواطن للتكسير، مما أدى إلى ترويع الآمنين.
وعلى ضوء ذلك تدخل رجال الشرطة للقيام بدورهم في حفظ الأمن والنظام ومنع المتجمعين من القيام بأعمال العنف والشغب، إذ كانوا يستعملون الزجاجات الحارقة (المولوتوف) والأسياخ الحديدية والحجارة بهدف الاعتداء على رجال الأمن، وقد نتج عن هذه الأعمال إصابة أحد أفراد الأمن بإصابة بليغة، وسرقة السلاح الموجود بداخل إحدى سيارات الشرطة وحرقها بالكامل.
من جانب آخر، وقع اعتداء على إحدى الدوريات التابعة للإدارة العامة للمرور بمنطقة السهلة بينما كانت تقوم بأداء الواجب.

أخبار الوطن : المملكة تجاوزت الحقبة الأمنية وهناك من‮ ‬يسعى جاهداً‮ ‬لعودتها
تواصلت ممارسات خرق النظام والتعدي‮ ‬على الممتلكات العامة والخاصة‮ ‬يوم أمس،‮ ‬بعد أن انطلقت شراراتها منذ أيام،‮ ‬وهناك من وجد في‮ ‬ذلك فرصة سانحة لتعقيد الأجواء السياسية والأمنية في‮ ‬المملكة‮.‬
فتلك الأحداث التي‮ ‬بدأت مع وفاة طبيعية لأحد الأشخاص بعد مشاركته في‮ ‬مسيرة‮ ‬غير مرخصة كما أكدته التقارير الطبية،‮ ‬وصلت إلى مرحلة‮ ‬يصعب فيها تصديق أن تلك الأحداث المتتابعة جاءت من أجل تلك القضية التي‮ ‬تعاملت معها الأجهزة الرسمية بكل شفافية وأصدرت بشأنها بيانات صحافية في‮ ‬حينه،‮ ‬الأمر الذي‮ ‬قد لا‮ ‬يحدث في‮ ‬الدول الأخرى‮.‬
فالأجهزة الأمنية والطبية سعت جاهدة إلى احتواء المسألة وإطلاع الرأي‮ ‬العام أولاً‮ ‬بأول على تداعياتها،‮ ‬إلا أن هناك في‮ ‬الطرف المقابل من وجد الفرصة سانحة لإدخال البلاد في‮ ‬مرحلة أمنية تجاوزتها أصلاً،‮ ‬فالأحداث الأخيرة أثبتت أن هناك من القوى السياسية من‮ ‬يتمنى بل‮ ‬يحرك الساحة نحو عودة تلك الحقبة‮.‬
مظاهر الاعتداء على رجال الأمن وإهانة هيبتهم تواصلت،‮ ‬ووصلت إلى درجة إحراق سيارة تابعة لهم،‮ ‬بل إن تلك الأحداث تفاقمت لدرجة تهديد وجودهم وأمانهم الشخصي‮.‬
ومن الملاحظ بدرجة لافتة،‮ ‬أن تلك الأحداث لايبدو عليها أنها ارتجالية،‮ ‬فهي‮ ‬مخطط لها بصورة تثير الدهشة،‮ ‬لدرجة ان المتابع الدقيق تيقن أنها مبرمجة ولها ما‮ ‬يشبه‮ ‬غرفة العمليات‮.‬
ففي‮ ‬احد المواقع الإلكترونية المحلية الشهيرة،‮ ‬يوجد شخص‮ ‬يدخل بصورة‮ ‬يومية ويستمر في‮ ‬الجلوس لمدار اليوم،‮ ‬ويقوم برصد تلك الأحداث في‮ ‬لحظاتها بتفاصيلها وفي‮ ‬جميع المناطق‮.‬
مشاركات ذلك العضو منحصرة في‮ ‬تلك العملية التي‮ ‬تتوسع بصورة لا‮ ‬يمكن أن تقود أي‮ ‬متابع إلا إلى أن ذلك الشخص جزء من شبكة أو خلية تسعى إلى الاستفادة من تلك الأوضاع وزيادة وتيرتها‮.‬
هذا الشخص‮ ‬ينقل أي‮ ‬عملية حرق وتخريب وتكسير حصلت في‮ ‬أي‮ ‬منطقة،‮ ‬ويبلغ‮ ‬المتابعين في‮ ‬الموقع بأي‮ ‬تفاصيل إضافية كوصول رجال الأمن أو حتى خروجهم من أي‮ ‬مركز في‮ ‬المملكة،‮ ‬يعطي‮ ‬الموجودين معلومات عن عدد السيارات التابعة للشرطة في‮ ‬المركز القريب لتلك المناطق ولحظة انطلاقهم‮.‬
الحيرة تصيب أي‮ ‬شخص‮ ‬يتابع ما‮ ‬يكتبه،‮ ‬فهو‮ ‬ينسب تلك الأنباء لمصادر،‮ ‬الأمر الذي‮ ‬يدل على أن له عيون مهمتها نقل أي‮ ‬عملية فوضى تحدث هنا أو هناك رغبةً‮ ‬في‮ ‬زيادتها وإشعالها أكثر،‮ ‬ومهمته تنحصر في‮ ‬متابعة تلك الأحداث وإعطائها نوعاً‮ ‬من الزخم الإعلامي‮.‬
وبالرجوع إلى موضوع برمجة الأحداث التي‮ ‬استعنا فيها بالإشارة إلى ذلك الشخص الذي‮ ‬قد‮ ‬يكون عضواً‮ ‬في‮ ‬شبكة وقد لا‮ ‬يكون،‮ ‬إلا أن الدلالات التي‮ ‬تشير إلى ذلك عديدة‮.‬
فأعمال التخريب والتكسير التي‮ ‬حدثت تدل على وجود نوع من الاستعدادات لدخول مرحلة اضطراب أمني،‮ ‬فهناك من اعتاد العيش في‮ ‬ظل فوضى،‮ ‬بل إن نجوميته تزداد في‮ ‬مثل تلك الأجواء،‮ ‬وتنخفض في‮ ‬المقابل حينما‮ ‬ينعم المواطنون بالهدوء والسلام‮.‬
ومن الغريب أيضاً،‮ ‬أن القوى السياسية التي‮ ‬علقت على حادثة الوفاة أقحمت بيانها بشأن الحادثة في‮ ‬ملفات سياسية‮ ‬غير متوافق عليها،‮ ‬وإقحام تلك القضايا في‮ ‬الحادثة‮ ‬يعد إشعالاً‮ ‬غير مباشر للأحداث،‮ ‬ففي‮ ‬الوقت الذي‮ ‬أدانت فيه تلك القوى رجال الأمن على ما اسمته استخدام القوة المفرطة في‮ ‬الحفاظ على أمن المواطنين والوطن،‮ ‬لم تتطرق ولو بكلمة الى الدعوة الى التهدئة،‮ ‬بل تناست تلك الأحداث التي‮ ‬يتم من خلالها إهانة رجال الأمن وإشعال الفوضى والدمار في‮ ‬البلد‮.‬

وش هالحالة